أهمية الدعوة للتوحيد في الإسلام

أهمية الدعوة إلى التوحيد

إن التوحيد هو جوهر العقيدة الإسلامية وأساس رسالة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. وقد بعث الله جميع رسله بدعوة موحدة تقوم على عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه. ومن هنا تتضح الأهمية البالغة للدعوة إلى التوحيد، ليس فقط باعتباره أصل الدين وأول واجب على المكلف، بل لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع العبادات والمعاملات، فلا تُقبل صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج إلا بالتوحيد الخالص لله تعالى.

التوحيد: الركيزة الكبرى للدين

التوحيد لغةً مأخوذ من “وحّد يوحّد”، أي جعل الشيء واحدًا، وشرعًا هو إفراد الله تعالى بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات. وقد بيّن القرآن الكريم أن التوحيد هو أول ما يُدعى إليه الناس، قال تعالى: “وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون” [الأنبياء: 25].

فالتوحيد ليس مسألة ثانوية في الدين، بل هو الغاية الكبرى من خلق الخلق، كما قال تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” [الذاريات: 56]. وقد بيّن العلماء أن المقصود بالعبادة هنا هو التوحيد، أي أن يُفرد العبد ربه بالعبادة لا يشرك به شيئًا.

مكانة الدعوة إلى التوحيد في رسالة النبي محمد ﷺ

بدأ رسول الله ﷺ دعوته في مكة المكرمة بالدعوة إلى التوحيد قبل أن يفرض عليه الصلاة أو الصيام أو غيرها من العبادات، فظل ثلاث عشرة سنة كاملة يدعو الناس إلى ترك عبادة الأصنام، ونبذ الشرك، وتوحيد الله في عبادته وألوهيته وربوبيته. لقد كانت دعوته تتركز على قول: “قولوا لا إله إلا الله تفلحوا”، وهذا يدل على أن مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة يبدأ من التوحيد.

وقد ورد في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن